المكتسبات الحضارية القديمة لإنسان حوض بحيرة تشاد ‏ ‏(الفن الصخري والبرونزي)‏ ‏

جاءت هذه الورقة بعنوان: المكتسبات الحضارية القديمة لإنسان حوض بحيرة تشاد ( الفن الصخري والبرونزي)، وذلك لأن هذه المنطقة تعد من المواقع القديمة التي عاش فيها الانسان، وأبدع في مزاولة نشاطاته الحضارية التي تركها لنا على شكل آثار مادية، منها ما هو منقوش ومرسوم على الأحجار، أو على هيئة مصنوعات مطمورة تحت الأرض وتحتاج إلى المزيد من البحث والتنقيب. ولدراسة ذلك فقد بدأت الورقة، أولاً: تم تقديم مفهوم عن المكتسبات الحضارية، وتوضيح لفترة التاريخ القديم، اضافة إلى نبذة جغرافية عن حوض بحيرة تشاد، وتعريف مختصر لكلمة الفن. وثانياً: قدمت معلومات عن مسألة الانصهار والتأثير والتأثر الحضاري، بين إنسان حوض بحيرة تشاد والمهاجرين الذين قدموا إلى المنطقة، واستفادة كل طرف من الآخر. وثالثاُ: تحدثت الورقة عن تطور الفن الصخري في الصحراء التشادية. وفي المنطقة الرابعة: تمت تناول موضوع الصناعات البرونزية في حوض بحيرة تشاد. واختتمت الورقة بالنتائج التي توصل إليها الباحثون، واضافة بعض الملاحق الذي تؤكد على هذه المعلومات.
ويكمن الهدف من كتابة هذا البحث في النقاط التالية:

معرفة جيولوجية منطقة حوض بحيرة تشاد والتقلبات المناخية التي حدثت فيها، والأصناف البشرية التي انتشرت في المنطقة حسب هذه المؤثرات.
اظهار المكتسبات الحضارية التي مارسها الإنسان في حوض بحيرة تشاد، والتأثير والتأثر الحضاري الذي حدث بينه والحضارات المجاورة من مختلف جهات القارة الأفريقية.
بيان تطور الفن الصخري في حوض بحيرة تشاد والمكانة التي وصل إليها مقارنة مع الحضارات الأخرى التي عرفتها القارة الأفريقية.
تناول ودراسة المكتشفات البرونزية التي عثر عليها في المنطقة، واظهار الأهمية التي صنعت لأجلها.

أما المنهج المتبع في كتابة هذه الورقة، فهو المنهج التاريخي الوصفي والتحليلي، والمنهج الأثري الذي يعد من أهم المصادر التي تساعد في هذه الدراسة.
ومن ناحية النتائج التي توصلت إليها هذه الورقة فإنها تتمثل في النقاط التالية:

خلف السكان القدامى لمنطقة حوض بحيرة تشاد موروثات مادية متنوعة، من الصخور والبرونز منها الرسوم والنقوش الحجرية والحلي والأساور، عبروا من خلالها عن حياتهم اليومية، وأشهر سكان هذه المنطقة هم شعوب الساو،
استخدم العلماء الأوربيون مصطلح التاريخ القديم للفترة الممتدة من الألفية الرابعة لما قبل الميلاد إلى النصف الثاني من القرن الخامس للميلاد.
أكدت المعلومات الجيولوجية أن حوض بحيرة تشاد يضم قديماً، منطقة شاسعة مترامية الأطراف متصلة بحوض النيل، ووجود بحر داخلي في عمق الصحراء.
ظهرت في منطقة حوض بحيرة تشاد جماعات بشرية متعددة، انصهرت مع السكان القدامى للمنطقة، حدث تأثر بعضها بالآخر، خاصة في المعتقدات والفنون والصنائع.
تطور الفن الصخري في حوض بحيرة تشاد، حيث تم 146 موقعاً، خاصة في مناطق ببوركو إينيدي تبستي، وذلك على شكل صيادين وأبقار واحتفالات الصيد، كما وشوهد الطلي بالألوان.
احتضنت منطقة حوض بحيرة تشاد مصنوعات برونزية، وجدت فوق سطح الأرض وباطنها، انتشرت في 639 موقعاً، شملت أسورة، وشفتورات، وأخراس، وخواتم، وبقايا لتذويب الشموع، وتماثيل، ومصنوعات برونزية أخرى تضعها النسوة على الرقبة وفوق الرأس وعلى الصدر.
توصي الورقة الدولة التشادية بضرورة الاهتمام بالمواقع الأثرية، وحمايتها من التمدد السكني العشوائي، واجراء التنقيب المنظم، والاستفادة من استخدام هذه المكتشفات في مجال العلمي والسياحة.