دور الأدب العربي في تنمية السياحة الثقافية في العالم العربي ‏

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 أستاذ المشارك و رئيس القسم - بقسم اللغة العربية وآدابها – كلية م.س.م ‏كايمكولام – جامعة الكيرلا – الهند

2 باحثة الدكتوراه – بقسم اللغة العربية وآدابها – كلية م.س.م كايمكولام – ‏جامعة الكيرلا -الهند

المستخلص

الأدب العربي، بكل أشكاله من شعر ورواية وأدب رحلات وحتى الأدب الشعبي، يمثل ركيزة أساسية في حفظ الهوية الثقافية ونقل المعرفة عبر العصور. فهو ليس مجرد نصوص فنية أو سردية، بل يعتبر شهادة حضارية توثق الحياة الاجتماعية والرمزية للعرب والمسلمين. ومن خلاله تتجلى المدن والمعالم والفضاءات الطبيعية كعناصر حية داخل النصوص، مما يمنحها أبعادا إنسانية وروحية تتجاوز حدود المكان. بهذا يصبح الأدب العربي وسيلة مهمة لحفظ الذاكرة الجماعية، وأداة يمكن الاعتماد عليها في توثيق التراث الثقافي وتعزيز السياحة الثقافية. تهدف هذه الدراسة إلى توضيح دور الأدب العربي في تنشيط السياحة الثقافية في العالم العربي، كما تحاول أن تكشف كيف قدّم الأدب القديم والحديث، صورا للمدن والمعالم التاريخية والفضاءات التراثية، وكيف يمكن الاستفادة من هذه الصور في جعل الأدب أداة للترويج السياحي. ولتحقيق ذلك، تتناول الدراسة جماليات المكان في النصوص الأدبية، وكيف يعكس هذا المكان ملامح الهوية الثقافية، إضافة إلى البحث في طرق عملية يمكن من خلالها توظيف الأدب في إعداد مسارات سياحية، وتصميم أدلة إرشادية، وتنظيم مهرجانات تستلهم التراث الأدبي وتقدمه بروح معاصرة. كما تسعى الدراسة إلى إبراز القيمة المضافة للأدب في خدمة مفهوم السياحة المستدامة والحفاظ على التراث الحضاري. فالنصوص الأدبية يمكن أن تتحول إلى وسائط حيّة تربط الماضي بالحاضر، وتفتح المجال لإعادة اكتشاف المدن العربية التاريخية والآثار الإسلامية كرموز ثقافية وإنسانية ذات بعد عالمي. ومن هنا يبرز الأدب العربي بوصفه منصة فكرية وفنية تلتقي فيها الثقافة مع السياحة، ضمن رؤية شاملة تؤكد على أهمية التعاون بين المؤسسات الثقافية والسياحية. هذه الرؤية تساعد في صياغة هوية سياحية عربية جديدة، وتعزز حضورها على المستوى الدولي، من خلال جعل الأدب جسرا يصل بين القارئ والسائح، بين النص والمكان، وبين الماضي والمستقبل.